يربط العلماء قضاء فترات طويلة من الوقت أمام شاشة الكمبيوتر أو استخدام الأجهزة الذكية بتأثيرات سلبية على الصحة البدنية والعقلية.
ومع ذلك، كشفت دراسة حديثة قام بها فريق من العلماء في مستشفى مدينة أنقرة أن هذا يمكن أيضًا أن يؤدي إلى زيادة سرعة نمو العظام والبلوغ لدى الأطفال.
كشفت الدراسة المقدمة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الغدد الصماء للأطفال عن أن استخدام شاشات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتعرض للضوء الأزرق قد يسرّع نمو العظام ويتسبب في البلوغ المبكر للأطفال.
وقام العلماء بدراسة 36 فأرا، وبينها 18 ذكرا و18 أنثى، وقسموهم إلى ثلاث مجموعات، وعاشت مجموعة أولى في ظروف الضوء العادي، وتعرضت المجموعتان الثانية والثالثة للضوء الأزرق لمدة 6 أو 12 ساعة يوميا. وشهدت الفئران المعرضة للضوء الأزرق نموا أسرع للعظام وبداية مبكرة للبلوغ مقارنة بالفئران التابعة للمجموعة الأولى.
ووجد فريق البحث أن الضوء الأزرق يزيد من مستويات الهرمونات الإنجابية لدى الفئران التي تتعرض له بانتظام، مما يجعلها تعاني من البلوغ المبكر وتغيرات في المبيضين يمكن أن تضر بالخصوبة في المستقبل، مع العلم أن نمط البلوغ عند الفئران يشبه نمط البلوغ عند البشر.
يذكر أن الفتيات عادة ما يصلن إلى الحد الأقصى لطولهن بين الـ14 والـ16 من عمرهن، والفتيان بين الـ16 والـ18 من عمرهم تقريبا. ومع البلوغ المبكر، تحدث طفرة حادة في النمو في وقت أبكر من المتوقع، الأمر الذي يؤدي إلى التوقف اللاحق في النمو وهشاشة العظام في سن الشيخوخة.
ويمكن أن يفسر ذلك أيضا الارتفاع الحاد في حالات البلوغ المبكر خلال جائحة كوفيد-19، عندما كان ملايين الأطفال يقضون وقتا طويلا يوميا أمام الشاشات. ويرتبط البلوغ المبكر بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق طوال الحياة، وحتى بسرطان الثدي والرحم.
وقالت الدكتورة والباحثة الرئيسية في المشروع آيلين كيلينش أوغورلو: “إن هذه هي أول دراسة من نوعها توضح كيف يمكن أن يؤثر الضوء الأزرق على النمو البدني والتطور، مما يدفع بنا إلى إجراء مزيد من الأبحاث حول تأثير التعرض لتأثير شاشات أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية الحديثة على نمو الأطفال”.
نشرت الدراسة في مجلة Medical Daily
المصدر: naukatv.ru