يعتبر الكثيرون الموت أثناء النوم أمرًا مريحًا، إلا أنه غالبًا ما يشير إلى مشاكل صحية كامنة خطيرة.
توصلت دراسة واسعة النطاق، نُشرت في دورية الكلية الأميركية لأمراض القلب، إلى أن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم OSA يزيد بشكل كبير من خطر الوفاة القلبية المفاجئة، خاصةً لدى الأفراد الذين يعانون من انقطاع النفس الشديد (مؤشر انقطاع النفس الانسدادي النومي أكثر من 20 نوبة) وانخفاض مستويات الأكسجين الليلي (أقل من 78%).
وترتبط الوفيات المفاجئة أثناء النوم في أغلب الأحوال بحالات غير مشخصة أو سيئة الإدارة تتعلق بالقلب أو الرئتين أو الدماغ.
وبالإضافة إلى انقطاع النفس الانسدادي النومي، تربط الدراسات أيضًا السكتة القلبية المفاجئة ومرض السكري غير المنضبط والسكتات الدماغية بنتائج مميتة أثناء النوم. وبحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة Times of India، يُعد فهم هذه الأسباب أمرًا بالغ الأهمية للوقاية والكشف المبكر وتعديل نمط الحياة.
وبإدراك هذه العوامل، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات استباقية، مثل إدارة الحالات الصحية المزمنة، وتحسين عادات النوم الصحية، وطلب المشورة الطبية في الوقت المناسب، لحماية أنفسهم وأحبائهم.
السكتة القلبية المفاجئة أثناء النوم
تُعد السكتة القلبية المفاجئة SCA السبب الرئيسي للوفيات غير المتوقعة أثناء النوم. وهي تحدث عندما يتوقف القلب فجأة عن النبض، وغالبًا دون سابق إنذار.
وتشمل عوامل الخطر مرض الشريان التاجي، وعدم انتظام ضربات القلب، واضطرابات صمام القلب. وبدون تدخل فوري، يمكن أن تكون السكتة القلبية المفاجئة قاتلة في غضون دقائق.
ومن شأن إدراك مخاطر أمراض القلب ومراقبة صحة القلب أن يقلل بشكل كبير من فرص الوفاة أثناء النوم.
انقطاع النفس النومي
يتسبب انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم OSA في توقفات متكررة في التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين. ويُسبب نقص الأكسجين المزمن إجهادًا للجهاز القلبي الوعائي، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والموت المفاجئ أثناء النوم.
ويمكن أن يُساعد العلاج بجهاز “الضغط الإيجابي المستمر بمجرى الهواء” CPAP، وتغييرات نمط الحياة، مثل التحكم في الوزن، في التخفيف من هذه المخاطر وتحسين جودة النوم بشكل عام.
داء السكري
يمكن أن يُصاب مرضى السكري من النوع الأول بمتلازمة الموت في الفراش، حيث يُمكن أن يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل خطير أثناء النوم إلى نتائج مميتة. وتُعدّ مراقبة مستويات الغلوكوز وتعديل جرعات الأنسولين واتباع نظام غذائي سليم إجراءات وقائية أساسية. كما يجب تثقيف أفراد الأسرة للتعرف على علامات الإنذار المبكر.
السكتات الدماغية
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين أو تمدد الأوعية الدموية إلى حدوث سكتات دماغية أو نوبات دماغية أثناء النوم. ويُعد التحكم في عوامل الخطر الوعائية من خلال الأدوية والفحوصات الدورية واتباع نمط حياة صحي، أمرًا أساسيًا للوقاية.
الحالات التنفسية
يمكن أن تُسبب أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو الحاد والالتهاب الرئوي، فشلًا تنفسيًا أثناء النوم. ويُعدّ العلاج المناسب وتجنب مُهيّجات الجهاز التنفسي والتدخل في الوقت المناسب أمرًا بالغ الأهمية للحد من هذه المخاطر.
التدخين والسمنة
يُساهم التدخين والسمنة في الإصابة بأمراض القلب ومشاكل الجهاز التنفسي وانقطاع النفس النومي، وكلها عوامل تزيد من خطر الوفاة أثناء النوم. ويمكن للإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي أن يُقلل بشكل كبير من هذه المخاطر.
نصائح وقائية
لتقليص خطر الوفاة أثناء النوم يمكن اتباع النصائح الوقائية التالية:
- الفحوصات الصحية الدورية: يجب متابعة صحة القلب والرئة والدماغ.
- تحسين صحة النوم: يساعد الحفاظ على جدول نوم منتظم وبيئة مريحة في تحسين جودة النوم.
- التعامل مع الأمراض المزمنة: يجب السيطرة على داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي بالأدوية وتغيير نمط الحياة.
