رأي : اعادت القضية الفلسطينية طرح ملف تجريم التطبيع في تونس خاصة ان البرلمان الحالي مقبل على المصادقة على مشروع يمنع التعامل باي شكل من الاشكال مع العدو الصهيوني .
تونس الان:
اعادت القضية الفلسطينية طرح ملف تجريم التطبيع في تونس خاصة ان البرلمان الحالي مقبل على المصادقة على مشروع يمنع التعامل باي شكل من الاشكال مع العدو الصهيوني .
فما يحدث في فلسطين وغزة تحديدا منذ السابع من اكتوبر تاريخ انطلاق عملية طوفان الاقصى ، جعل كل المتابعين للشأن الوطني والعربي والعالمي يتساءل : لماذا مرر البرلمان الحالي مشروع قانون تجريم التطبيع وفشل نواب برلماني 2014 و2019 في عرضه ، وكيف لحركة النهضة ان ترفع شعارات “الشعب يريد تجريم التطبيع ” في مسيرة نظمتها نهاية الاسبوع المنقضي ولم تعمل على تجريمه عندما كانت في الحكم ؟ .
لقد حشر ملف التطبيع حركة النهضة في الزاوية وسبب لها الاحراج ، زيادة على الاحراج السياسي الذي تعانيه منذ 25 جويلية 2021 ، ما حدا بالقيادي فيها عبد الفتاح التاغوتي الى محاولة ايجاد اي تبرير ولو كان ضعيفا للدفاع عن الحركة .
الطاغوتي قال امس اثناء حضوره في اذاعة جوهرة اف ام أن مشروع قانون تجريم التطبيع مهمّ جدا الا انه سوف لن تكون له اي اضافة اذا لم تكن هناك ارادة سياسية، وفق ترجيحه.
وقال ان موقف النظام التونسي متماه مع الشعب بخصوص القضية الفلسطينية ومن المهم ترجمته الى ورقة ضغط دبلوماسية وفق تعبيره.
وبخصوص عدم تمرير مشروع قانون تجريم التطبيع ابّان حكم النهضة، قال التاغوتي ان النهضة لم تكن وقتها صاحبة الاغلبية، على حد قوله، كما لم تكن الحركة وراء عدم تمرير القانون ضد التطبيع، على حد تعبيره، مردفا بالقول ان القانون لم يستكمل مساره وفق برلمانيي حركة النهضة وإن حزب نداء تونس هو من كان يتحكم في السلطة ، وفق قوله.
اذا نستننج هنا ان القيادي بالنهضة يبحث عن اي طرف يحمله المسؤولية ، فذكر بأن نداء تونس كان في الحكم ونسي أو تناسى انه كان معه في الحكم وان التحالف الذي قاده مع النداء يمكنه من تمرير اي مشروع قانون واسقاط اي مشروع قانون.
قد يكون التاغوتي يبحث عن مخرج لانقاذ الحركة ونفسه من الاحراج الذي حشر فيه خاصة مع الزخم الشعبي الكبير المناصر للقضية الفلسطينية شعبا و نظاما ، لكنه كيف يننسى ان التاريخ يدوّن وأن الاعلام ايضا يدوّن وان التكنولوجيا لا تمحي التصريحات مثلما تحمي الاحزاب بعضها ، ربما لم يبق احد من نداء تونس كي يدحض افكار التاغوتي باعتبار أن الحزب انتهى ، لكن هناك فيديوهات نقلها موقع نواة ذكر فيها صوتا وصورة ان النهضة لم ترغب في تجريم التطبيع في الدستور باعتراف قيادييها انذاك الصحبي عتيق وعماد الحمامي وايضا عطلت عرضه على البرلمان ، اولا عندما طرحته حركة وفاء وثانيا عندما طرحته الجبهة الشعبية وثالثا عندما طرحته حركة الشعب .
وبقيت الحركة تعبر نظريا فقط عن مساندتها للشعب الفلسطيني وتبني قضيته العادلة ورفض التطبيع مع إسرائيل إلا أنها لم تقم لحد الآن بخطوة عملية في هذا الاتجاه ولا يمكن ان تقوم ، فقد كانت في الحكم وانذاك يمكن ان نقول انه كان من الممكن ان تقوم بشيء ما لكن اليوم لم يعد في النهضة سوى اسم بدأ يتلاشى شيء فشيء

















