وطنية:
شهدت سواحل قصيبة المديوني من ولاية المنستير صباح يوم، 18 جوان 2025، تحوّلًا غير مسبوقًا في لون مياه البحر، التقطته صور القمر الصناعي الأوروبي Sentinel-2 في حدود الساعة العاشرة صباحًا(الصورة المصاحبة).
شهدتسواحل قصيبة المديوني من ولاية المنستير صباح يوم، 18 جوان 2025، تحوّلًا غير مسبوقًا في لون مياه البحر، التقطته صور القمر الصناعي الأوروبي Sentinel-2 في حدود الساعة العاشرة صباحًا(الصورة المصاحبة).
وحسب الخبير البيئي حمدي حشاد فإن المشهد قد يبدو غريبًا في البداية.. مياه بلون وردي مائل إلى البنفسجي، تمتد على مساحة تقارب 2.5 كلم². لكن خلف هذا الجمال الظاهري، كارثة بيئية صامتة تتسلّل إلى البحر.
وأكد الخبير البيئي أكد أن هذا التلوّن مردّه إلى ظاهرة تُعرف علميًا باسم الازدهار الطحلبي الضار (HAB)، وهي ناتجة عن تكاثر مفرط لأنواع مجهرية من الطحالب، بعضها يحمل موادّ سامة. ويُضيف حشاد أن هذه الكائنات الدقيقة تجد في درجات الحرارة المرتفعة، والمغذيات المتسرّبة من اليابسة (كالنترات والفوسفاط)، وتغيرات التيارات البحرية، بيئة مثالية للتكاثر والانفجار. وحسب الخير البيئي فإن التحذير لا يتعلّق بالمنظر فقط، بل بتداعيات خطيرة هي : اختناق الأسماك وانخفاض التنوع البيولوجي نتيجة نقص الأوكسيجين. مخاطر صحية على الإنسان في حال السباحة أو استهلاك كائنات بحرية ملوّثة. _ضرب مباشر للأنشطة السياحية والصورة البيئية للجهة، خصوصًا مع اقتراب موسم الاصطياف. وشدّد حشاد على أن هذه الظاهرة لم تعد استثنائية، بل بدأت تأخذ نسقًا دوريًا مقلقًا، مما يستدعي مراقبة صارمة ودورية لمياه البحر،وتحاليل ميدانية لتحديد مدى خطورة الطحالب،وتحذير السكان عند الحاجة، والأهم، معالجة جذور التلوث من البرّ، سواء كانت نفايات زراعية، صناعية أو مياه صرف غير معالجة. وختم الخبير البيئي حمدي حشاد رسالته بالقول: “صحيح أن الأزمة تظهر في البحر، لكن الحل الحقيقي يبدأ من اليابسة.”