حمدي حشاد: انحراف حرارة سطح البحر يُصنَّف ضمن الكوارث ويستدعي استجابة عاجلة
وطنية:
نشر الخبير حمدي حشاد على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك صورة قال انها تمثل خريطة لانحراف درجات حرارة سطح البحر (Sea Surface Temperature Anomaly) في حوض البحر الأبيض المتوسط،
تونس الان:
نشر الخبير حمدي حشاد على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك صورة قال انها تمثل خريطة لانحراف درجات حرارة سطح البحر (Sea Surface Temperature Anomaly) في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا في المنطقة الغربية والوسطى، وهي صادرة عن نظام متابعة الأرصاد “MAX DEFENDER 8”، بتاريخ 5 جويلية 2025، وتُظهر واحدة من أخطر موجات الحر البحرية المسجلة على الإطلاق. الانحراف الأقصى المسجل في هذه الخريطة بلغ +7.7 درجات مئوية فوق المعدل المناخي المرجعي، في منطقة شمال غرب المتوسط، وتحديداً قرب سواحل فرنسا وإسبانيا و تحديدا خليج ليون .
واضاف “لفهم مدى حساسية هذا الرقم، يلزم نرجع للمعدلات المناخية التاريخية المعدل الوسيط لدرجات حرارة سطح البحر في المتوسط خلال الفترة الممتدة من 1982 إلى 2015 Baseline هو في حدود 21.49 °C حسب Ifermer . هذا يعني أننا نتحدث عن مناطق مياه وصلت إلى درجات حرارة تقارب أو تفوق 30 درجة مئوية، وهو رقم غير مسبوق في هذا البحر شبه المغلق والحساس بيئياً.
اللون الأحمر الداكن المنتشر في الخريطة يشير إلى اتساع رقعة الانحرافات الحرارية الشديدة، مش فقط في الشمال الغربي، بل حتى في الحوض الشرقي قرب السواحل الليبية واللبنانية واليونانية. اللون البنفسجي القاتم في مركز الخريطة يحدد النقطة الحرارية القصوى، وهو مؤشر مرعب لما قد يحصل بيئيًا ومناخيًا.
هذا الانحراف له انعكاسات مباشرة على الأنظمة البيئية البحرية الحساسة، مثل الشعاب المرجانية، والعوالق النباتية، والأسماك التي تعتمد على استقرار حراري معيّن كما يمكن أن يؤدي إلى اختلالات في السلاسل الغذائية، ظهور أنواع غازية، نفوق جماعي، واختفاء أنواع حساسة.
موجات الحر البحرية بهذا الشكل أيضاً تعزز من موجات الحر الجوية على اليابسة، خاصة في السواحل التونسية، الإيطالية، الإسبانية والفرنسية، وتساهم في تعطيل التيارات البحرية وتغيير سلوكها، مما ينعكس حتى على نمط الأمطار والعواصف.
الحدث هذا يتجاوز بكثير حدود “التقلب الطبيعي”، وهو أحد أقوى المؤشرات على تسارع الأزمة المناخية. أن يسجَّل انحراف بهذا الحجم (+7.7°C) في بحر مثل المتوسط، المعروف بثباته الحراري النسبي، هو أمر يُصنَّف ضمن الكوارث المناخية، ويستدعي استجابة إقليمية عاجلة.