كشفت معلومات جديدة خفايا استهداف إسرائيل لاجتماع سري لم يعلم به إلا الحاضرون، وذلك يوم 16 جويلية أي بعد 4 أيام على تفجر المواجهة بين البلدين، في حلقة جديدة للكشف عن خفايا تصفية قيادات وعلماء ذرة إيرانيين.
ففي ذلك اليوم، اجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بشكل طارئ في مخبأ على عمق 100 قدم تحت منحدر جبلي في الجزء الغربي من طهران.
فيما وصل المسؤولون، ومن بينهم الرئيس مسعود بزشكيان، ورئيسا السلطة القضائية ووزارة الاستخبارات، وكبار القادة العسكريين، بسيارات منفصلة. علماً أن أياً منهم لم يكن يحمل هواتف محمولة، لعلمهم أن الاستخبارات الإسرائيلية تستطيع تتبعهم، وفق ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”.
لكن رغم كل الاحتياطات، أسقطت طائرات إسرائيلية ست قنابل على المخبأ بعد بدء الاجتماع بوقت قصير، مستهدفة بابي الدخول والخروج، إلا أن أحداً لم يُقتل في المخبأ حينها.
في حين عثر المجتمعون حين خرجوا من المخبأ على عدد قليل من الحراس القتلى.
غير أن هذا الهجوم خلف حالة من الفوضى ضمن أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وسرعان ما اكتشف المسؤولون الإيرانيون ثغرة أمنية فادحة. فقد علم الإسرائيليون بالاجتماع عن طريق اختراق هواتف الحراس الشخصيين الذين رافقوا القادة الإيرانيين إلى الموقع وانتظروا في الخارج، حسب ما كشف خمسة مسؤولين إيرانيين كبار، وعضوين من الحرس الثوري، وتسعة مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين.
ما دفع أجهزة الأمن والمخابرات في طهران إلى البحث عن خيوط خفية لمدة شهرين، ساهمت في رصد وتعقب قادة ومسؤولي البلاد.
ليتبين لاحقا أن “الاستخدام المتهور للهواتف المحمولة من قِبل حراس الأمن على مدار عدة سنوات، والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي لعب دورًا محوريًا في تمكين الاستخبارات الإسرائيلية من مطاردة العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين، ومكن القوات الجوية الإسرائيلية من الانقضاض عليهم وقتلهم بالصواريخ والقنابل خلال الأسبوع الأول من الحرب، وفق ما أوضح مسؤولون إيرانيون وإسرائيلون.
وفي السياق، قال ساسان كريمي، الذي شغل سابقاً منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإيرانية الحالية، وهو الآن محلل سياسي ومحاضر في جامعة طهران: “نعلم أن كبار المسؤولين والقادة لم يحملوا هواتف، لكن حراس أمنهم وسائقيهم فعلوا دون أن يأخذوا الاحتياطات على محمل الجد، وهكذا تم تعقب معظمهم”.