شهدت تونس الكبرى بولاياتها الـ4 امس انقطاعًا مفاجئًا في توزيع المياه بسبب حريق اندلع في المحول الكهربائي الرئيسي بمحطة الضخ بالقلة.
وفي تصريح لاذاعة “موزاييك”، أوضح الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه عبد الحميد منجة أن الحريق اندلع حوالي الساعة العاشرة صباحًا بسبب الحرارة المرتفعة التي تجاوزت الخمسين درجة مئوية محسوسة، ما أدى إلى اشتعال الزيت في المحول الكهربائي الكبير المسؤول عن ضخ حوالي 8 متر مكعب من المياه في الثانية، وهي كمية تغطي حاجيات أكثر من مليون ساكن.
وقال “الحريق مسّ محول كهربائي ضخم بقوة 5.5 ميغا فولت أمبير، وهو عنصر حيوي في تشغيل المضخات الرئيسية. ورغم تدخل أعوان الصوناد، تطلب الأمر دعمًا عاجلًا من الحماية المدنية للسيطرة عليه، وهو ما تم في وقت وجيز”.
وأضاف أن الشركة فعلت خطة الطوارئ مباشرة بعد الحادث، حيث تم تحويل التزويد إلى محطات بديلة وتعبئة الخزانات تدريجيًا، مؤكّدًا أن الماء عاد تدريجيًا إلى أغلب المناطق مساء نفس اليوم، فيما بقيت بعض المناطق المرتفعة مثل برج الطويل وسيدي ثابت وحي التضامن تعاني اضطرابًا تم معالجته فجر الإثنين.
وأكد النجا أن أعوان السوناد يعملون حاليًا بنظام 24/24 لإصلاح الأعطاب وتبديل التجهيزات المتضررة، مشيرًا إلى أن المحطة ستُسترجع بالكامل في ظرف أقصاه 5 أيام.
وشدد الرئيس المدير العام للصوناد على أن ذروة الاستهلاك المفرطة في الصيف تُفاقم الضغط على الشبكة، حيث ارتفع استهلاك الفرد من 123 لترًا في الأيام العادية إلى أكثر من 400 لتر يوميًا مؤخرًا، وهو ما يُعادل 4 أضعاف الحاجيات الأساسية.
ونبّه منجة إلى أن أوقات الذروة (بين التاسعة صباحًا والحادية عشرة والنصف، ثم من الرابعة مساءً حتى العاشرة ليلًا) تُسجل أعلى نسب استهلاك وتزيد من احتمال الاضطرابات، داعيًا المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك.
وأكد رئيس مدير عام السوناد أن الشركة تتعامل مع كل طارئ بخطط بديلة واضحة، وأنه تم منذ مساء الأحد تركيز فرق خاصة لإصلاح المحطة المتضررة بشكل كامل، قائلاً:
“حتى بعد عودة الماء، لم نتوقف. فرقنا تواصل العمل ليلًا نهارًا لإصلاح ما تم حرقه واسترجاع طاقة المحطة بالكامل في أسرع الآجال”.
وختم النجا بالتأكيد على اعتذار الشركة لكافة المواطنين المتضررين، مشيدًا بجهود أعوان السوناد والحماية المدنية وكل من ساهم في السيطرة على الوضع في ظرف قياسي.