وطنية: تعرضت مدينة الإسكندرية شمالي مصر، ليل الجمعة إلى السبت، لعاصفة غير مسبوقة تخللتها أمطار رعدية غزيرة وتساقط للثلوج مع رياح شديدة تجاوزت سرعتها 50 كلم/الساعة.
تعرضت مدينة الإسكندرية شمالي مصر، ليل الجمعة إلى السبت، لعاصفة غير مسبوقة تخللتها أمطار رعدية غزيرة وتساقط للثلوج مع رياح شديدة تجاوزت سرعتها 50 كلم/الساعة.
وتعد هذه الأجواء المتقلبة هي الأشد، حيث لم تشهد المحافظة مثل هذه الظروف المناخية القاسية.
في هذا الاطار قال الخبير ان ما حدث ليلة البارحة في مصر وتحديدا في الاسكندرية ليس مجرد تقلب جوي عابر بل مشاهد تشبه افلام الخيال العلمي ومؤشر واضح على ما تعيشه المنطقة من تغيرات مناخية حادة ومفاجئة عاصفة عنيفة، ملامحا الى ان ما حدث لا يعني مصر فقط بل نداء إنذار لكل مدن شمال إفريقيا والبحر المتوسط بما فيها تونس .
وفي ما يلي ما كتب حمدي حشاد
اللي صار البارح في الإسكندرية نهار 30 ماي ما هوش مجرد تقلب جوي عابر بل حاجة حاجة تتشبه لأفلام الخيال العلمي ، و هي مؤشر واضح على شنوّة قاعدة تعيشوا المنطقة من تغيرات مناخية حادة ومفاجئة عاصفة عنيفة، أمطار رعدية، رياح قوية، وحتى تساقط للثلوج في وسط ربيع ساخن… حاجة تخلّي الناس تتحيّر، أما في الحقيقة، ثمّة تفسير علمي ومنطقي لكل هذا، يرتبط أساسًا بما يحدث اليوم في مناخ الكرة الأرضية، وخاصة في حوض المتوسط اللي ولاّ من أكثر المناطق هشاشة في العالم.
أول حاجة، يلزم نفهمو إنو اللي صار هو نتيجة تصادم بين كتلة هوائية دافئة جاية من الجنوب وكتلة باردة جاية من الشمال، والاصطدام هذا يولّد طاقة كبيرة تترجم في شكل عواصف رعدية، أمطار غزيرة، وحتى ثلوج إذا كانت الكتلة الباردة شديدة. أما الغريب والمخيف في نفس الوقت هو إنو الظواهر هاذي قاعدة تصير أكثر من قبل، وبشدة ما عهدناهاش و نفس الي صار في الاسكندرية صار عندنا السنة الفارطة في الحمامات في تونس .
ثاني حاجة، نحب نلفت النظر لأنو البحر المتوسط، اللي يحيط بالإسكندرية، يسخن بنسبة 20٪ أكثر من المعدّل العالمي. الحرارة الزايدة هاذي في سطح البحر تولّد كميات هائلة من بخار الماء، ومع أبسط اضطراب في التيارات الهوائية، تنقلب الحالة الجوية لعاصفة عنيفة، كيما صار البارح.
وما ننسوش “التيار النفاث”، وهو تيار هوائي قوي يدور في الطبقات العليا للغلاف الجوي، واللي تغيرات المناخ خلتو يفقد توازنو ويعمل ما يُعرف بالـ”انبعاج النفاث” (Jet Stream Meandering) أو Jet Stream Distortion و النتيجة؟ كتل هوائية باردة تتسلل وتستقر فوق مناطق دافئة، وتسبب ظواهر جوية متطرفة، حتى في الصيف، وحتى في مدن بحرية كيما الإسكندرية. الظاهرة هاذي ولات تصير أكثر كل ما تقلص الفارق الحراري بين القطب وخط الاستواء، واللي هو بيدو نتيجة مباشرة للاحتباس الحراري.
الثلوج اللي تساقطت، رغم إنو الفصل مش شتاء، ما هيش حاجة جديدة علميًا. الظاهرة هاذي تُعرف باسم “الثلوج الصيفية”، وتنجم تصير وقت اللي كتلة باردة تلتقي مع رطوبة عالية في طبقات الجو، ويصير تساقط ثلجي خفيف أو حتى “برد ثلجي” (graupel)، واللي شفناه البارح يندرج في هذا الإطار.
لكن السؤال الأهم شنوة يعني هذا لكل مدينة ساحلية كيما الإسكندرية؟ ببساطة، يعني إنو الخطر المناخي ولاّ حاضر أكثر من أي وقت مضى. العواصف بش تولّي أكثر، الأمطار بش تولّي أغزر، والفيضانات بش تولّي ظاهرة موسمية المدينة اليوم محتاجة بنية تحتية جديدة قادرة تواجه هالنوعية من التقلبات شبكات صرف متطورة، حماية ساحلية ضد الفيضانات، ونُظم إنذار مبكر والأهم من هذا، لازم يصير تخطيط عمراني جديد، مبني على معطيات مناخية حديثة اليوم ما عادش معقول تبني في منطقة ساحلية وأنت ما تعرفش شنوة بش يصير في الجو بعد جمعة.
في الختام، اللي صار في الإسكندرية هو نداء إنذار موش فقط لمصر ، بل لكل مدن شمال إفريقيا والبحر المتوسط بيما فيها تونس .المناخ قاعد تبدّل ، واللي ما يتبدّلش معاه بش يدفع الثمن غالي !
صرخات اليأس و الخوف و الحيرة الي سمعتوها في الفيديو تلخص وضعنا الكل في التعامل مع غضب الطبيعة.