أكد الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة، اليوم الأربعاء، أن الأخبار المتداولة حول عاصفة عاتية ستضرب شمال إفريقيا غير دقيقة. وأوضح أن المنخفض الجوي الحالي هو نفسه الذي أثر مؤخرًا على تونس والجزائر وليبيا، مسجلاً هطول كميات أمطار بلغت في بعض المناطق التونسية 100 ملم، مع جريان عدد من الأودية.
وأشار بحبة إلى أن تحرك المنخفضات الجوية في حوض المتوسط غالبًا يكون من الغرب نحو الشرق، ما يفسر انتقاله نحو اليونان ثم السواحل المصرية وبلاد الشام. وأضاف أن الظاهرة الحالية لا تُصنف كعواصف مدارية أو أعاصير.
وعن تأثيرها على تونس، توقع الخبير نزول أمطار ضعيفة ومحلية ليلة الأربعاء على السواحل الشرقية، خاصة في ولايات سوسة والمهدية وصفاقس وقابس ومدنين، مؤكداً أنها لن تكون عامة أو بكميات كبيرة. وأشار إلى أن منخفضين جويين متتاليين متوقعان ابتداءً من الاثنين 15 ديسمبر، قد يساهمان في هطول أمطار جيدة في عديد الولايات الشمالية والوسطى والجنوبية، مع إمكانية استمرار التقلبات الجوية بعد يوم 20 ديسمبر.
وبالنسبة للسدود، لفت بحبة إلى أن الأمطار الأخيرة رفعت منسوب المياه بشكل ملحوظ، حيث سجل سد سيدي براق ارتفاعًا هامًا نتيجة كميات تجاوزت 100 ملم، فيما بلغت كمية المياه الواردة إلى السدود منذ 1 سبتمبر نحو 200 مليون متر مكعب، مقارنة بـ19% في السنة الماضية. وأكد أن استهلاك المياه في فصل الخريف يتراوح بين 1.5 و2 مليون متر مكعب يوميًا، مقابل 3 ملايين في الصيف، ما يعزز قدرة السدود على امتلاءها مع الأمطار المرتقبة في النصف الثاني من ديسمبر.