تعد الكزبرة العشبة الأكثر إثارة للجدل في عالم الطهي، فبينما يراها البعض نكهة لا غنى عنها في العديد من الأطباق، يصف آخرون طعمها بـ“الصابون الأخضر“.
ويعود هذا الاختلاف في الذوق إلى عوامل جينية حيث يعتقد أن البعض يحملون جينا يجعل مذاقها غير مستساغ لهم.
على الرغم من هذا الجدل حول مذاقها، تكشف الأبحاث مفاجآت صحية مذهلة تجعل من هذه الأوراق الخضراء الصغيرة صيدلية طبيعية قادرة على محاربة العديد من الأمراض، بل وحتى تهدئة الأعصاب بدلا عن المهدئات فهي عبارة عن كنز صحي في المطبخ.
ووفقا للباحثين، تمتلك الكزبرة خصائص مضادة للالتهابات قد تساعد في الوقاية من أمراض خطيرة مثل اضطرابات المناعة الذاتية، والأمراض العصبية التنكسية، وأمراض القلب، وحتى بعض أنواع السرطان. وتكتسب هذه الميزة أهمية خاصة نظرا لأن الالتهابات المزمنة تعد أحد الأسباب الرئيسية لأكثر من نصف الوفيات عالميا.
وتعود فوائد الكزبرة جزئيا إلى غناها بفيتامين C ومركبات مضادة للأكسدة. كما أظهرت دراسات حديثة إمكاناتها في مكافحة السمنة والسكري من خلال تحسين عمليات التمثيل الغذائي. بل إن بعض الأبحاث كشفت عن قدرتها على تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يقلل من الآثار الضارة لارتفاعه على الأعصاب والأنسجة، خاصة لدى مرضى السكري.
وفي مجال الصحة العصبية، أفاد الدكتور جيف أبوت، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا إيرفين، أن مركب “دوديسينال” الموجود في الكزبرة يؤثر على قنوات البوتاسيوم في الخلايا العصبية، ما يفتح آفاقا جديدة لاستخدامها في تطوير أدوية أكثر أمانا لعلاج نوبات الصرع.
كما أشارت تجارب على الحيوانات إلى تأثيرات مهدئة مشابهة لعقار “فاليوم” (Valium)، رغم الحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها على البشر.
جدير بالذكر أن الكزبرة ارتبطت تاريخيا بالطب التقليدي منذ نحو 8000 عام على الأقل، حيث عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون، واستخدمها الصينيون القدامى في وصفاتهم اعتقادا منهم بأنها تمنح الشباب الدائم.
وفي العصر الحديث، تؤكد الأبحاث خصائصها المضادة للبكتيريا، ما يضيف بعدا آخر لفوائدها.
ويختصر الخبراء قيمة هذه العشبة بقولهم إنها تجمع بين الفائدة والطعم الشهي، ما يجعلها إضافة مثالية للوجبات اليومية لأولئك الذين لا يعانون من الحساسية الجينية تجاه مذاقها.
المصدر: إندبندنت
