تونس الآن
كثيرا ما كان رئيس الجمهورية قيس سعيد يترك التونسيين متشوقين لمعرفة تفاصيل عما “يكشف” عنه في العديد من تصريحاته لكنه كان دائما يكتفي بالتلميح ولا سبيل للإفصاح مما يعجل الكثيرين يلجأون إلى التأويل ومحاولة إسقاط بعض “تأكيداته” على الواقع والوقائع.
وآخر ما “كشفه” رئيس الجمهورية جاء في سياق مخاطبته رئيس الحكومة هشام المشيشي وثلاثة رؤساء حكومات سابقين اجتمع بهم في محاولة لتجاوز الأزمة فقد اتهم بعض الأطراف باللجوء الى أطراف خارجية والسفر الى خارج تونس لطلب العون من اجل ازاحة رئيس الجمهورية بأي شكل من الاشكال حتى بالاغتيال (كما ورد على لسانه) متهما الاطراف التي قصدها انهم مجرد مخبرين مؤكدا انه لا مجال لترك الدولة في مهب المؤامرات.
ولا يبدو أن ما قاله قيس سعيد هيّنا وكان يفترض أن تعرض رئاسة الجمهورية رسميا المسألة على القضاء للبحث فيها خاصة أنها تتعلق بـ”التآمر على رئيس الجمهورية” رمز الدولة التونسية.
ويذكر أنه في بداية شهر جوان أمر القضاء العسكري في تونس بحبس المدون سليم الجبالي مؤقتا بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية، وذلك على خلفية نشره لتدوينات انتقد فيها قيس سعيد مطلع السنة الجارية.
وقد تقدم مكتب رئاسة الجمهورية بشكاية ضد المدون سليم الجبالي المعروف على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بـ”وزير ضغط الدم والسكر”، وأن التهمة التي يواجهها هي الإساءة لمؤسسة رئاسة الجمهورية.
وأثار خبر اعتقال الجبالي تفاعلات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث أكد نشطاء أن هذا القرار يمثل انزلاقا خطيرا قد يؤثر مستقبلا على مسار حرية التعبير والصحافة والتدوين في تونس، بعد أن كانت أهم المكتسبات التي جناها التونسيون خلال العشرية الأخيرة.
خلاصة القول عندما يتعلق الأمر بمدوّن يتحرك القضاء العسكري ولكن عندما يكون هناك استهداف لحياة رئيس الجمهورية علينا الاكتفاء بالتلميح..