وطنية:
قدم الخبير حمدي حشاد قراءة وتفسيرات لظاهرة انحراف درجات حرارة سطح البحر التي يشهدها المتوسط هذا الصيف
قدم الخبير حمدي حشاد قراءة وتفسيرات لظاهرة انحراف درجات حرارة سطح البحر التي يشهدها المتوسط هذا الصيف
وقال حشاد في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك “الصورة تعرض خريطة لانحراف درجات حرارة سطح البحر (Sea Surface Temperature Anomaly) في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا في المنطقة الغربية والوسطى، وهي صادرة عن نظام متابعة الأرصاد “MAX DEFENDER 8”، الخريطة اللي قدامنا توري تغير مقلق في حرارة سطح البحر، خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي والوسط المناطق اللي باللون البنفسجي الغامق تسجل ارتفاع غير مسبوق، يوصل حتى +7 درجات مئوية فوق المعدل. هالشي يشمل سواحل كاملة من جنوب فرنسا وشمال إيطاليا، لكن زادة يوصل للسواحل الشرقية لتونس، من بنزرت حتى صفاقس والمهدية، واللي قاعدة تسجل انحرافات حرارية مقلقة جداً”. واضاف “في تونس و في المتوسط عموماً ،هالحرارة الزايدة في سطح البحر ما هيش حاجة تقنية ولا بعيدة، بل قاعدة تتجسد قدامنا في مظاهر يومية البحر يولّي سخون حتى في الأعماق، الناس تلاحظ تغيّر لون المياه و تكاثر الطحالب في بعض المناطق، وزيادة حوادث الغرق حتى في أيام يظهر فيها البحر هادئ. هذا ما هوش صدفة، لأنّ التيارات الساحبة – rip currents – تولي أخطر وأسرع وقت البحر يسخن، ويصير ما عادش يبرد كيما العادة، خاصة في الشواطئ المفتوحة”. وتابع” المنطقة الساحلية التونسية ما عادش عندها نفس القدرة على التكيّف، خاصة في ظل غياب مراقبة منتظمة لحالة البحر و محدودية امكانيات الإنقاذ البحري في كثير من المناطق. زيد على هذا، النظام البيئي البحري التونسي الكلّه يتأثر الأسماك تهاجر أو تنقص، الصيد يتضرر، وموارد رزق آلاف الصيادين مهددة…اللي قاعدة تورينا فيه الخريطة ما هوش كان تحذير، بل هو صفارة إنذار. تونس و دول المتوسط لازم تتحرك، مش فقط بالخطابات، بل بخطة واضحة لمراقبة البحر، تحليل المعطيات المناخية بصفة دورية، وتنظيم حملات توعية حقيقية، مش موسمية. خاطر إذا ما صارتش مواجهة حقيقية لهالتحولات، الصيف في تونس ما عادش يكون مجرد عطلة وشواطئ، بل مصدر خطر بيئي وصحي واقتصادي”.