تحدّثت منوبيّة ميراوي عن ابنها هشام الميراوي، الذي راح ضحية جريمة إرهابية على يد جاره الفرنسي.
وقالت منوبيّة والدموع تملأ عينيها إنّها لم تره منذ قرابة 15 سنة، مشيرة إلى أنّها تُعاني مرضا مزمنا بالقلب، وهو الذي كان يعتني بها ويكفلها رغم بعد المسافة.
وأضافت بحرقة: “خمس عشرة سنة وأنا أحلم بلقائه.. كنت أعدّ الأيام للّحظة التي أحتضنه فيها من جديد”.
وتابعت: “في تلك الليلة، كان في مكالمة هاتفية معي لحظة قتله، كان يكلّمني بسعادة، وفجأة انقطع صوته.. لم أسمع شيئًا سوى صوت الهاتف عندما سقط منه”.
وتحدّثت شقيقته منى، بدورها، عن آخر اتّصال جمع العائلة به، قائلة: “في تلك الليلة، اتّصل بنا جميعًا، على غير عادته.. كان سعيدًا وكأنّه يودّعنا دون أن ندري. ثم فجأة، انقطع صوته..”.
والأحد، أعلنت وزارة العدل الفرنسية أنّ رجلا فرنسيا قتل جاره التونسي، مساء السبت، في مدينة بوجيه-سور-أرجينز في جنوب شرق البلاد، وأصاب آخر وهو مواطن تركي، ونشر مقطعي فيديو عنصريين. وبعد تلقيهم بلاغا من شريكة حياة المشتبه به البالغ 53 سنة، تمكن عناصر الدرك من إلقاء القبض عليه بعدما لاذ بالفرار على متن سيارة، على مسافة غير بعيدة من مكان الواقعة.
وعلى إثر هذه الجريمة الإرهابية الغادرة، أجرى وزير الداخلية، خالد النوري، مساء اليوم الاثنين 2 جوان 2025، مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي برونو ريتايو، وعبّر الوزير خلالها عن “شجبه لهذه الحادثة الأليمة وما خلفتهُ من حُزن عميق واستياء لدى الرّأي العام في تونس”، مشدّدًا على أهمية توفير الحماية اللازمة لأفراد الجالية التونسية المقيمة على التراب الفرنسي، وضمان أمنهم وسلامتهم.
وأكّد خالد النوري على ضرورة اعتماد مقاربة استباقية لتفادي مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تُسيء إلى الإنسانية، وضمان عدم تكرارها، محذّرًا من أنّ خطابات الكراهية والتعصّب غالبًا ما يُؤدّي إلى مثل هذه الجرائم البشعة.